بحث

الجمعة، 17 أكتوبر 2014

خلف اسوار الموت . (الحلقة الاولى )


بقلم الروائي: طه مؤيد

مهما بلغ بالانسان الجبروت والقوة فهناك من هو اقوى منه نعم انه الله .. الجبار القوي القادر على ان يفني البشر اجمعين بلحظة من الزمن بقوله (كن فيكن).. وها انا ملفوف بكفن ناعما, داخل تابوت من الخشب, تحمله ايدي من احبني ويهتفون بتحية الاسلام لاا اله الا الله . اصوات بكاء ونواح, كانت هي الوتيرة الوحيدة التي تعزف في ذلك المشهد المروع.. فجأة واذا بي تدب الحياة بجسدي من جديد لاصرخ اااااااااه وانتزع الكفن عن جسدي وارفع براسي مبعدا غطاء التابوت عن جسدي وليخرج لهم الميت من داخل التابوت ليصنع مشهدا مرعب, الجميع ترك التابوت وتهاوت اصوات الاستغراب والرعب ... الكل يحاول الابتعاد عني كنت جالسا في تابوتي صرخت بأعلى صوتي, انا حي يا قوم لست ميتا , ووقفت على قدمي وجسدي عاري امام النساء منهم والرجال الجميع اخذ يلفت انظاره للضفة الاخرى حشية من النظر الى عورتي اخذت الكفن بيدي لاستر نفسي من اعين الناس, واخذت اقول لاتخافوا انا حي, الطبيب الغبي أساء التشخيص ... وتصاعدت هتافات الناس الله اكبر وسبحان الله.. نقلت الى بيتي , زوجتي كانت تملك سعادة لم تشعر بها العروسة في ليلة زفافها البيضاء الناصعة بالفرح كانت تمسك بيدي وتقبلها كل وهلة وكل ثانية وهي تقول: حمدلله كدت ان اموت قهرا من بعدك يا عمري.. ارتديت ملابسي بصعوبة , لانني اشعر بدوار غير طبيعي وجسدي غير متوازن الا انني رقدت على سريري ناعما بدفئ محبة الجيران الطيبين وأسألتهم الطيبة.. تردد السؤال الاتي: مالذي جرى لك وماذا رأيت بالضبط وانت في داخل التابوت المغلق... حسنا : بعيدا عن الجيران واسألتهم الملحة دعوني اعرفكم بنفسي: انا ابراهيم ماجد موظف في شركة (اتصالات العاصمة) . مواظب على عملي نشيط , واحب زوجتي كثيرا لانها هي الباقية لي في الدنيا بعد الله ووالدتي المتوفية... وهي السبب لما جرى لي ... حسنا في صباح احد ايام الشتاء البارد كانت نسمات الهواء القارص تلفح بوجهي , اشعر بركبتي ترتطم ببعضها ارتطام الموج بالصخر ,بلا وعي ,أسناني تصطك ببعضها والدخان يتهاوى من فمي ,خرجت مرتديا سترتي الصوفية , وفجأة رمقت عيني بداخل صندوق البريد , لاجد طرد بريدي بداخله.. ؟؟ مددت يدي في الصندوق... وأذا بظرف مغلق, تردد السؤال في ذهني من يكون المرسل ؟؟؟فتحت الظرف بلهفة ... حيث كان الظرف من شخص مجهول, ولما قرأت كلمات الرسالة القصيرة حلت بي صدمة , صدمة من فقد بصره في ريعان شبابه .. فقد كان متن الرسالة يثير الرعب والقلق في النفس تقول الرسالة: ستموت اليوم وتحيا غدا ... المرسل عز ... من يكون عز هذا ؟؟؟؟ مزقت الرسالة ورميت بها ارضا متجاهلا مصدر مرسلها او ماهي نتائجها الوخيمة استقليت كعادتي الباص وانطلقت الى عملي ... كان الباص يسير بهدوء والعاصفة الثلجية تهوي في الافق مكونة معزوفة اشمأزازية على الطرقات .. كنت ساهم النظر مبرقا في الارض واحاول التمعن بكلام الرسالة التي مزقتها .. كان تحت المقعد الذي يقابلني سائل احمر ... خفضت رأسي لاتمعن النظر وبتركيز الى ماهو تحت المقعد ,,, انه دم... ياللمصيبة ركزت جيدا لاجد ان تحت المقعد الامامي طفل صغير مقطوع الراس وملفوف بلفاف اسود والدم يسيل منه مكونا منظر بغاية البشاعة والاشمئزاز . لا اقدر على الصراخ حتى كأن لساني مقيد باصفاد الهلع, تردد السؤال الاتي: كيف لم يلحظه احدا ؟؟؟ التفتت للشخص الجالس بجانبي لارى شفتاه تتحرك مطلقة جملة بسيطة:هل هناك شيء يا ولدي؟؟ اشرت له الى مكان الدم والطفل الذبيح اخفض الرجل رأسه ليرى ماتحت المقعد .... واذا ينطق بعبارة : لاحول لله ولا قوة الا بالله ... هل انت مهووس يا ولدي ,لا شيء تحت المقعد ... أنا: ماذا ؟؟؟؟؟: ولكن اقسم بربي انني رأيت طفل مذبوح . قبل بضع ثواني . الرجل : اعذرني ياولدي فالحياة ارهقتني بما يكفي ولا ينقصني جنونك دعني اغادر هذا المقعد اللعين ...قلت بتعجب:انه يتهرب مني ظنا انني مجنونون ... وبعد مدة وصلت الى محطتي.. ونزلت من الباص متجها الى عملي كنت كعادتي اسير مسافة قصيرة حتى اصل الى الشركة, حيث كانت الشوارع فارغة تمام لايزال الوقت باكرا على انتشار الطلبة والناس في ارجاء المحلة مكونين جنة الادمين .. وصلت الى الشركة وبادرت عملي كالمعتاد, و حاولت تجاهل مارأيته صباحا الى ان الطفل بقي يراود مخيلتي, ومر اليوم كأنه كابوس مستمر من الافكار المزعجة وخصوصا كلمات الرسالة , عدت في الساعة ال 12 ظهرا الىمنزلي لاجد ان السكينة تعم في ارجاء اركان البيت دخلت الى غرفة النوم وجد تزوجتي نائمة لم احب ان اقلقها ... انتعلت من خزانة الملابس منشفتي وملابسي النظيفة ودخلت الى الحمام ... لازح هموم وتعب النهار الطويل الشاق... كنت اقف تحت الدوش والمياه تنزل بشدة على جسدي... بعد وهلة اسمع صوت الباب يطرق بقوة... ماهذا ليست من عادة زوجتي ان تطرق الباب بهذه القوة ,وصرخت من داخل الحمام مالذي تريدينه يا حبيبتي... رد احدهم من الخارج : انا لست حبيبتك يا خائن انا اممممممممك!!!!!! سلام قولا من رب الرحيم امي امرأة كبيرة وقد فارقت الحياة قبل سنة مستحيل ان تعود .. تركت كل شيء وفتحت باب الحمام لاتأكد مما سمعته اذني ,ما من شيء يبدوا انه كابوس بسيط بسبب تفكيري العميق بمدلول الرسالة عدت الى الحمام والتفتت الى ناحية الدوش لاجد ان امي تقف عارية امامي والدوش ينزل مياهه المتدفق الساخن على جسدها التطخ جسدي بعنف بالباب الحديدي من شدة الفزع الذي شهده عقلي وسائر بدني ... امممممي اهذه انت اعوذ بالله ... ابتسمت الام وقالت : اتخشاني يا خائن .. واختفت ... اقتربت من مكان ظهورها رويدا رويدا, والخشية تملأني والهدوء والسكينة تصنع اجواء مرعبة عن حدوث كارثة حتمية باقرب وقت .. الحمد لله كان مجرد كابوس , صرخت : ماهذا رحمتك يارب لاااااااااا هناك قطة سوداء, تلحس بلسانها بقدماي وانا عاجز عن الحركة .استجمعت قوتي الهزيلة وظربت القطة بقوة لاجدها تسبب جرح في قدمي بأظافرها الحادة , صرخت: اااااااااااه دم , تبا لكي .. ماهذا اين القطة؟ و اين اختفت؟؟؟ يكفي هذا يجب ان اخرج.. اخذت ارتدي بملابسي وانا ارتجف خوفاا , الدم يزداد سيلاننا من قدمي ... سمعت زوجتي تصرخ من الخارج :الحقني يا ابراهيم امك ترتدي عبائتها السوداء وتحاول قتلي .......... وانا عاجز عن الخروج , فالباب مغلق من الخارج علاوة على ذلك انني بدأت استمع الى صوت غريب يصدر من تحت الارض ما كان هذا الصوت وما مصير الزوجة ........ يتبع الى حلقة جديدة 

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More