بحث

الأحد، 16 نوفمبر 2014

كرامات الشيخ مؤمن

... مابين الحقيقة وخيال التصوف ... الحلقة الأولى ...لعلكم ستجدون إن الحلقة طويلة .. ولكنكم لو تمعنتوا بقرأتها لتعلقتم بها إلى نهاية مطافها ..
 

بقلم :أبن الرافدين طه مؤيد خضر العراقي 

أنا "محمد سليمان" كاتب وصحفي شهير , أحظى بمحبة الآلاف من الناس لولعهم بكتاباتي عن أدب الرعب وكل ما هو غامض .وكوني من أشد المغرمين بما وراء الطبيعة أسعوا دائما إلى المتاعب... ولعل أحداها تلك التي حصلت لي يوم 14 أغسطس .كنت غائطا في نوما عميق وأحلام عديدة لكن أخرها ذلك الكابوس الذي راودني وكان منطلق لإحداث غريبة جرت لي .. حلمت أنني أسير في الشارع كعادتي .. متوجها إلى محل عملي فجأة ترمق عيني فتاة رائعة الحسن عجز لساني وقلمي عن وصف أنوثتها ,تسير على الإسفلت بخطوات هادئة .. تنظر صوبي رموشها تلوح لي بالترحيب الخجول.. وأتوه في عينيها ... وإذا بشاحنة مسرعة يقودها شخصا أهوج يصدم الفتاة بقوة لترتمي على الأرض ضحية لجنون ذاك الأهوج العجول .... لانهضم من كابوس مقرف... نهضت أتنهد بصعوبة والعرق يتصبب من جبيني (هااااااااه) حمد لله لقد كان مجرد كابوس... المنبه كان يرن بطريقة متكررة .. نظرت إلى عقربي الساعة المشيران إلى الساعة السابعة صباحا... : حسنا , يجب أن أرتدي ملابسي على عجلة قبل أن أتأخر ... وكعادتي رتبت سريري وانتعلت ملابسي وتناولت إفطاري .. وانطلقت من بيتي أحمل حقيبتي ,المتضمنة قصص وتقارير جديدة للمجلة .. نزلت إلى الشارع وأخذت أتبادل السلام الطيب مع جيراني وهم ينطلقون أيضا إلى أعمالهم ككل صباح.. أسير كعادتي هائما في أفكاري وقصصي شارد الذهن , ولكن ما قاطع سلسلة أفكاري وتتابع نسج خيوط تفكيري هي تلك الفتاة الرشيقة الحسناء ... لقد صادفت رمقه عيني طلتها وهي تسير أمامي في الناحية الأخرى من الشارع ... انتابتني القشعريرة والرعب بدئ يخيم على قلبي ... ترددت كلمة واحدة على لساني ... مستحيل .. لا يمكن أنها ذات الفتاة التي رأيتها في الكابوس... الفتاة أخذت تبادلني النظرة بعينها البراقة ... وإذا أتوه وللمرة الأخرى في جمالها .. ويقاطع تلك اللحظة الخالية من عقارب الزمن صوت الشاحنة المسيرة بقائد أهوج وهي تصدم الفتاة وبكل عنف لتطير الفتاة هاوية على الأرض تمددت على ارض إسفلتية وبدء الدم يسيل من أنفها ومن جبينها أثر قوة الاصطدام , توقف صاحب الشاحنة بسرعة وتزحزح عن مقعده , قفز من الشاحنة مفصحا عن صدمته ورعبه .. تجمع حشدا من الناس , وترددت كلمات العتاب موجهة صوب السائق كانت كالرصاص ومنهم من كان يصرخ طالبا سيارة الإسعاف لإنقاذ حياة الحسناء.. ولكن سرعان ما صرخ أحدهم لا حول ولا قوة إلا بالله لقد ماتت الفتاة .. لقد توقف قلبها ... وكاد قلبي أن يتوقف.. سترك ربي ما لذي حصل لا لا لا يمكن للحلم أن يتحقق بهذه السرعة ... تجاهلت ذاك المنظر البشع وتركت تلك الفتاة انطباعا أسيا في قلبي ... وجعلت من نهاري ملبدا بالسواد... أستقليت الباص .. وإنا ارتجف خوفا وقلقا .. قلبي يخفق بسرعة (دوم دوم) ما لذي حصل؟ فجأة انتابني شعورا غريب وكأن شخصا ما همس في أذني ,وقال لي: سيتصل بك أبن عمك الأكبر ليخبرك أن عمك الأكبر قد توفي صباح اليوم.. ولم تدوم تلك الهمسات تلاشيها حتى رن هاتفي الجوال الموضوع في جيب سترتي... صدمت للمرة الأخرى وكأنني صعقت بصاعقة كهربائية نزلت من السماء بدوت كمن أرتشف بمياه باردة.. أخشى النظر إلى شاشة الهاتف لأعرف من هو المتصل.. ولكن قاطعت ذلك الخوف والتردد .. وقلت في ذات عقلي: تبا لوسواسي.. سأرى من المتصل , أخرجت هاتفي الجوال الذكي من جيب سترتي .. لتنتابني تلك الرعشة والغرابة مما أرى نعم ... لقد كان حدسي على صواب للمرة الثانية أنه ابن عمي الأكبر أنه إبراهيم .. تجاوزت تلك اللحظة العابرة من الخوف والصمت .. وبلمسة رقيقة على الشاشة الذكية .. أجبت على الاتصال .. نعم ... كيف حالك يا إبراهيم ؟؟ تكلم إبراهيم بنبرة صوت حزينة.. أنا لست بخير يا عزيزي وأخذت دموعه تنهمر على خديه وآهاته وصوته بدئ يشير إلى وجود كارثة حتمية.. انتابني الخوف والقلق أجبت إبراهيم بانفعال: أخبرني حبيبي إبراهيم هل جرى مكروه لوالدك؟؟ أجاب إبراهيم : بلى لقد توفي والدي صباح اليوم!!!! سلام قولا من رب الرحيم .. أجبت إبراهيم والرعشة تسير في كل بدني أبدوا كمن يجلس على قمم جبال القطب الشمالي أرتعش خوفا وبردا: إبراهيم .. هل عمي حقا مات ؟؟ أرجوك توقف عن البكاء وأخبرني ؟؟ حسن صوته بابتلاع ريقه وبصق على الأرض لينزع نبرة الم تركته دموعه على وتيرة حباله الصوتية مسح دموعه : نعم لقد توفي بسكتة قلبية صباح اليوم والجميع بانتظارك تعال بأسرع وقت لو أمكن.. أغلق الخط وتهت أنا في عالم كبيرا من الحيرة والقلق .. ترى هل تلك كانت محو مصادفة أم لذلك الصوت الهامس في ذاتي كان له وجود.. انطلقت بسرعة إلى مقر المجلة وقمت كعادتي بتسليم ملفات التقرير والقصة التي قمت بكتابتها وصياغتها مسبقا إلى رئيس التحرير وطلبت من السيد أشرف المغادرة فورا إلى بيت عمي المقيم في منطقة بعيدة بسبب ظروف طارئة .. المدير كان في غاية الكرم وقد , صرح بورقة صغيرة على أنني في أجازة مفتوحة لحين انتهاء ذاك الظرف الطارئ.. غادرت مكتب رئيس المجلة , وإنا كلي أمتنان وتقدير لكرم السيد أشرف, وأستقليت سيارة خاصة لأنطلق بها إلى بيت عمي .. وبعد ساعة من معاناة الزحام المروري وصلت إلى بيت العم لأجد الناس محتشدة عند باب البيت الضخم والنساء تنوح وتصرخ آسية على عمي الراحل في تابوت خشبي إلى دار الخلود... تدافعت بجسدي الطويل الضخم وسط الحشد وتخطيت الواقفين , دخلت إلى بيت العم لأجد أن زوجة العم وبناته ونساء أخريات يجلسن والمعددة تعدد بالنواح والصراخ , كوصف لفراقه... أدليت بالسلام الإسلامي وتخطيت الآخرون وصعدت بضع درجات لأدخل إلى غرفة كبيرة جلس فيها أعمامي وأبنائهم أدليت بالسلام و أخذت أرتمي بأحضان أحبابي .. كانوا بغاية اللهفة ليروني , ولم يفكروا ويترددوا في دفن العم الراحل من دون أن أسير في تشيعه .. وكما أقترح عمي الأصغر من المتوفى "جلال" هيا بنا.... لا بد أن نكرم العم بدفنه في داره .. وتصاعدت صرخات النساء صراخ ونواح , وتشتت الأجواء .. وانهمرت الدموع على أوجه البعض.. حملنا التابوت .. ووضعناه في سيارة كبيرة .وسرعان ما انطلقنا إلى جبانة العائلة... أنزلنا التابوت من السيارة وأخذت جملة التشيع الإسلامي تتكرر " لا اله إلا الله سيدنا محمدا رسول الله" بينما دخلنا الجبانة لفت انتباهي وأنا أقف مكتف اليدين بجوار عمي جلال.. قرأت لافتة كبيرة وضعت إلى جوار قبرا زاهرا بالألوان الناصعة ومزخرف بطريقة مدهشة ومكسو بسلسلة من الورود التي أنبتت بتربة ذلك القبر المشع .. كانت رائحة عبقة روعة في الجمال كانت تصدر من ذلك القبر.. كتب على ذلك القبر " هنا يرقد الشيخ مؤمن " وصورة الشيخ مؤمن كانت مثبته وبأحكام في مقدمة قبره الضخم الكبير كانت الصورة لرجل عجوز مكسو بلحية بيضاء طويلة .ووجهه يشع منه النور , اقتربت من أذن عمي جلال : عمي من يكون هذا الشيخ مؤمن .... وبينما كان يجيب عمي عن سؤالي مقربا شفتيه من أذني انقطعت عن تواصل السمع مع عمي, وعن العالم بأسره .. فقد أسرني مشهد ذلك الشيخ الهرم الجالس على هيئة الدخان الابيض إلى جوار تابوت عمي ويلامس بيده رأس عمي المتوفى ..لساني مقيد بشدة لا أقدر على النطق ووصف الحدث . عمي جلال يتحدث ألي..وأنا لا اسمع ما يقوله ولا ابالي له .. كل تركيزي متشتت صوب ذلك الشيخ الهرم الحبيس في صورة القبر يجلس على ركبتيه الى جوار تابوت العم بهيئة دخان .. هل هو الشيخ مؤمن ؟؟ كيف عاد إلى الحياة؟ ولشدة صدمتي وتعب النهار الذي شهدته سقطت أرضا ..إغمي علي وتهت في ملكوت أخر ترى ما ذاك الدخان !!! ولما أراه وحدي دون عن باقي الحاضرين؟؟ هل هو جن الله اعلم . انتظروني في الحلقة القادمة لتعرفوا ما سيحدث فهناك العديد من المفاجآت بأنتظاركم ..


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More