بحث

السبت، 18 أكتوبر 2014

بيان وجوب رفع راية الجهاد, بعد تحقيق الدعوة إلي الله حق الدعوة, و بيان الفرق بين جهاد أهل السنة و جهاد الخوارج

بقلم :مصطفى حامد

يجب رفع راية الجهاد علي مراد الله و علي مراد رسول الله, بعد الدعوة إلي الله حق الدعوة, و بعد نشر عقيدة التوحيد, كي نُبلغ الحجة, نُبرئ الذِمَّة, و لكن هناك من استغل هذه الكلمة "الجهاد" فقاموا برفع دعوي الجهاد بلجهل و القتل و التدمير, بل و الذبح ذبح المعاهدين, و ذبح الأسير, و قتال العُـزَّل و النساء, بل و قتل المسلمين الأبرياء ممن سلمت فطرتهم فلم يقروا بجهادهم و لم يدعا ما يدعون إليه.إن دعوة هؤلاء لحمقي ممن يدعون "الجهاد" دعوة ما أفشلها, لأنها لم تُقيد بقيد السنة, و لم تاخذ بزمام الهدي النبوي الشريف بالدعوة إلي الله علي بصيرة, و تبصير الناس بالشرك و البدعة, بل و حث الناس علي تطبيق شرع بما أرده الله لا بما أراده زيد و عبيد من الناس, من إقامة لحدود وحدها و تجاهل التوحيد و المنهاج و الأخلاق و الآداب و المعاملات و سائر ما جاء به الكتاب و جاءت به لسنة الشريفة الغراء.لست أقول بعدم وجوب الجهاد, بل إنني ما رأيت ذُلًا نال من هذه الأمة كالذل الذي نالته بترك الجهاد في سبيل الله؛ فعن ابن عمر -رضي الله عنه- قال سمعت رسول لله -صلي الله عليه و سلم- يقول: (إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ, وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ, وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ, وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ, سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ)رواه أحمد (4987) وأبو داود (3462) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .قال العلامة بن باز -رحمه الله-""فلو كان هناك جهاد صالح الآن يجب أن تقاتل البلاد العربية كلها حتى تقيم توحيد الله وحتى تحكم شريعة الله. ولكن أين الجهاد؟! الله المستعان. فالشرك موجود وطاعة الحكام من دون الله موجودة.فهذه الطوائف يجب أن تقاتل في مصر والشام والعراق وكل مكان عطلت فيه الشريعة. فيجب أن تقاتل حتى تقيم الشريعة. فإما هذا وإما هذا. إما أن تقام الشريعة وأنتم على بلادكم وعلى أموالكم وعلى كراسيكم. فمطلوبنا مثل ما قال الصحابة للروم وفارس. مطلوبنا أن تقيموا أمر الله. فإذا أقمتم أمر الله رجعنا عنكم. "اهـ
[
شرح تيسير العزيز الحميد ص 111 ضمن مجموعة الفوائد العلمية من الدروس البازية جمع/ عبد السلام السليمان ، مراجعة وتقديم الشيخ/ صالح الفوزان]وقال الشيخ سليمان بن سحمان - الدرر السنية:إذا عرفت أن التحاكم إلى الطاغوت كفر، فقد ذكر الله في كتابه أن الكفر أكبر من القتل، قال: {وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} ، وقال: {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ}، والفتنة: هي الكفر;فلو اقتتلت البادية والحاضرة، حتى يذهبوا، لكان أهون من أن ينصبوا في الأرض طاغوتا، يحكم بخلاف شريعة الإسلام، التي بعث الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم.فلا ينبغي لمسلم فضلًا عن أن يكون سُني أن ينكر وجوب الجهاد علي هذه لامة و أن الجهاد من فروض الكفايات, لكن بجهاد أهل السنة لا جهاد الضائعين من أهل البدع و الأهواء و الزيغ من التنظيمات و الجماعات و الأفكار التكفيرية الضالة المنحرفة عن سواء السبيل, و عن الهدي النبوي الرشيد.إن نصوص "الجهاد", و تطبيق الشريعة ليست نصوصًا ميتة, بل تكون بصفاء التوحيد بتخليصه من شوائب الشرك و مبارزة الله بالتنديد, و تكون بمتابعة المعصوم في أفعاله لا بما أتي به المحرفون من مخالفة الهدي النبوي الرشيد, و بالبعد عن كل ما أُحدث في أمر الدين بما أتي به المبتدعون الضالون الخائنون.إن حقيقة "الجهاد" هي جهاد النفس من براثن المعاصي و البدعة, هي تبدأ بتحقيق التوحيد و تجريده لله رب العالمين, هي تبدأ بتجريد المتابعة للمعصوم المبعوث رحمة للعالمين, هي تبدأ بدعوة الناس بما دعا إليه رسول الله و بالطريقة التي بدأ بها رسول الله -صلي الله عليه و سلم-إن النبي -صلي الله عليه و سلم- ما أُذن له بالجهاد في سبيل الله إلا بعد تكوين دولة قامت علي الدعوة إلي الله حق الدعوة, إلا بتحقيق الدعوة إلي التوحيد ثلاثة عشر عامًا في مكة ما رفع فيها سيفًا و ما امتطي فيها صهوة جواد رفعًا راية القتال؛ ألا نقتفي حينئذٍ أثر النبي و من تبعه من الصحابة و التابعين في تحقيق هذه الفريضة و تطبيقها علي نهج الرسول -صلي الله عليه و سلم- و أن نبتعد عمَّا يفعله الخوارج و أشياعهم ن القاعدة و داعش و من لف لفهم؟!فاتقوا الله عباد الله, و تمسكوا بدين ربكم و سنة نبيكم و هدي الصحابة و من تبعهم بإحسان, و دعوكم من تهور الخوارج, و تفلسف المتكلمين, و من شحيج البغال.و صلي الله و سلم و بارك علي نبينا محمد و علي آله و صحبه اجميعين



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More