بحث

الجمعة، 17 أكتوبر 2014

خلف اسوار الموت (الحلقة الثانية....الرحلة الى عالم الموتى )

 بقلم الروائي : طه مؤيد العراقي

 كانت لحظات عصيبة ومخيفة وبالذات ذاك الصوت المنبعث من تحت ارض الحمام المحبوس بداخله... كان قلبي يخفق بسرعة والدماء تجري بعروقي حارة .. مالحل يالهي؟؟؟ فجأة وللحظة عابرة سادت السكينة والهدوء النسبي, اختفت كل الاصوات, وسمعت صوت زوجتي الرقيق ينادي من الخارج عزيزي هل انهيت حمامك ؟؟؟؟ ليس من عادتك كل هذا التاخر هل انت على خير مايرام ؟؟؟ اجبتها وكلي تلهف وقلق الى رؤيتها ... نعم انا بخير المهم ... انتي هل اصبتي بمكروه .. اجابت بالنفي .. وكانت مستغربة مما قلته له, بينما كنت ارتدي ثيابي في الحمام فتحت الباب ووجهي شاحبا من الخوف .. سألتني زوجتي قائلة : ماذا دهاك ياعزيزي هل انت على مايرام وماهذا الكلام الذي قلته .. امك لم تهاجمني هل هوست يارجل امك ميتة ... انتعلت جسدي القشعريرة والقلق : صرخت بغضب: ماذا تقولين هل انتي جادة ؟؟؟ الم تهاجمك امي وكانت تنوي قتلك ... ابتسمت الزوجة بسمة مليئة بالغرابة والسخرية ... يبدوا ان حرارتك مرتفعة ياعزيزي وبدأ عقلك يوهمك بأشياء خيالية , , اقسم لك انني كنت نائمة .. وبعد قليل سمعتك تصرخ في الحمام .. فأسرعت لاطمأن عليك ... كانت الغرابة والرعب تملأني وتردد السؤال في ذهني : هل ياترى ما رأيته كان مجرد كابوس او حلم يقظة سيء ؟؟ ام مارأيته كان حقيقي ؟؟ اتجهت الى سريري مباشرة والرعب يملئ قلبي خوفا من حدوث كارثة اخرى حتمية ... لم تمر سوى دقائق من الاسترخاء .. حتى زارني النوم وبحلته تريح الابدان من تعب ومشقة مجاراة الحياة المعاصرة ... نمت نومت عميقا من غير حتى ان اتناول طعامي كان الهلاك يسيطر علي ويقيدني بسلاسل من الهلاك والنحول... كانت الكوابيس تراودني الواحدة تلو الاخرى .. وجميع الكوابيس كانت بطلة رعبها ومصدر ازعاجي وهلعي هي امي المتوفاة...... استمريت بونمي العميق .. حتى الساعة الثالثة صباحا حينما قاطع خيط النوم المتعلق به في ملكوت الله طائرا بين الحياة والموت صوت تحطم نافذة الغرفة المجاورة , هلعت مسرعا من سريري والنعاس لايزال يحتضن بؤبؤ عيني وأجفاني المتصدعة بالسواد ... ولكن مع ذلك واصلت الجري خارجا من غرفة النوم ومتجها الى الغرفة المجاورة , صرخت يالمصيبة اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ... الله اكبر الله اكبر.... لقد كانت الغرفة المجاورة هي غرفة امي سابقا كانت تنام وتقضي معظم وقتها هنا وهي تحيك وتغزل بالملابس الصوفية وقد اغلقتها بالضبة والمفتاح ناهيا من زوجتي الدخول اليها لان هذه الغرفة احتوت على حطام ذكريات اعز الناس الى قلبي ولا اريد من اي مخلوق الدخول لها... باستثنائي انا عندما اشعر بضيق وخنقة من مشاكل الحخياة المعاصرة وما مدى عوبتها في الوصول الى لقمة عيش توفر حياة كريمة لنا احتضن ذكريات رفاء امي.. كانت الدهشة والقلق تردياني كثوبا من نار يلسعان بجسدي ... صرخت : من كسر القفل ودخل الى الغرفة ... دخلت الى الغرفة لاجد العجب بعينه , انت خزانة ملابس امي مفتوحة وكل ملابسها السوداء المعلقة في داخل الخزانة مرمية ارضا بعد ان تم تقطيعها اربا ... وكانت الغرفة تعج برائحة نتنة لا تحتمل , ولكن الاهم والامر الابشع أن هناك لوحة كبيرة التقطتها لامي قبل سنين وكنت قد علقتها ضمن مقتنياتها في غرفتها الامر المرعب ان امي التي في الصورة هربت من الصورة وهي من حطمت الزجاج وخرجت خارجا ... تردد هذا الكلام على قلبي .. لابد انني احلم هذا كابوس لايمكن للميت انم يعود ... سلام قولا م رب الرحيم ... استغفر الله العظيم ... قلت : مالحل ياربي , هل من الصواب ان اذهب واوقظ زوجتي واريها ما يحدث هنا ... ولكن ترددت اجابة في صدري ... كلا انها لاتصدقني وتدعي بأنني اهلوس وارتسم الوهم واعيشه حسنا انا سأثبت لها انني كنت على صواب اخرجت هاتفي المحمول من نوع الاجهزة الذكية بكاميرا مطورة وبدأت اصور بمقطع فديو تسجيلي لمحتويات الغرفة وللملابس الممزقة والمرمية على الارض وللنافذة امحطمة وللصورة الفارغة من هيئة امي المفزع ... فجأة وبينما اواصل تصوير مايبرهن انني لست مجنونا اجد امي تقف امام كاميرا الجوال وترفع يدها ناحيتي واذا بصفعة على وجهي منها وهي تصرخ وتقول ( يا خسيس يا حقيررررر) سقط الجوال من يدي وسقطت ارضا ليس من قوة الصفعة وانما من هول الموقف المرير ... امي الميتة, لقد صفعتني !! كيف يمكن ان يحدث هذا؟؟ كنت مستلقا على الارض ارتجف تحت نظراتها المرعبة وهي تنظر الي بنظرة تستشيط نارا وغيرة مني ... قلت لها ماذا تريدين مني ؟؟ انصرفي.... وبالفعل تلاشت امي بين ملامح الجدران, و اخذت اذني تسترق السمع الى صوت شخصا يصرخ من تحت الارض للمرة الثانية صون أنين ونواح وصراخ متواصل شق قلبي بسكين من نار وزرع الرعب في سائر اعضاء مخي. مالذي يحدث.. فجأة الارض تهتز من تحتي .. صرخت صرخة الاستغاثة النجدة يا عالم النجدة امي ستقتلني والهزة كانت تزداد قوة تحت جسدي ارضية الغرفة تهتز بأكملها وبدأت الارضية تتصدع باللون الاسود وتخرج رويدا رويدا اشياء غريبة من تحت بلاطات الغرفة .. تمعنت النظر الخافت الى ذاك الشيء لاجدها يدا ملطخة بالدم .. راح لساني يكرر الاتي بتمتمة وتلكأ ..... بببسسم الله الرحمن الررررحيم : (واذا قرأت القرأن جعلنا بينك وبين الذين لايؤمنون بالاخرة حجابا مستورا(45) وجعلنا على قلوبهم أكنة ان يفقهوه) .. صدق الله العظيم ...ضاقت بي الدنيا واختنقت بشدة وكأن احدا يخنقني بحبل , ولكن بمجرد ذكر اسم الله في هذا الموقف ابتعدت عني كل الوسواس والقلق الذي حدق بي لدقائق سوداء نظرت الى الصورة كانت فارغة اي انها لا زالت مختبأة .. وحملت هاتفي النقال من على الارض وحفظت ما قمت بتسجيله في الوسائط .. وخرجت من الغرفة بعجلة من امري لاوقظ زوجتي النائمة كالقتيلة والتي لم تسمع شيء حتى الان ... دخلت الى الغرفة لاجد ان زوجتي تنعم بدفئ البطانية ووجهها كالملاك غير ابهة لما دار لي بالخارج والاغرب ان هناك شخصا اخر ينام بجوار زوجتي وجهه مختفي تحت البطانية .. برؤياي لهذا المنظر المخل بالعقل اشتعلت نيران في داخلي لو تسربت من جسدي لاحرقت المارد في جحره .. من النائم بجوار زوجتي .. ياترى .. اقتربت بحذر وانتزعت البطانية عن وجه ذلك المجسم .. لاجده انها أمي................ صرخت :عااااااااااااااااااا يالمصيبة .... ماهذا ياربي ماهذ؟؟؟ا انا جامد بلا حراك, كأنني تمثال منحوت غير قادر على تحريك اصابعي او حتى النطق, هل سخطتني جنية امي الى تمثال... كانت جسمي مرمي على الارض كلوح الخشب وعيناي مبيضتان وبلا نبضا الا انني كنت واعي لما يحصل لي .. صحت زوجتي على صرخاتي لتجدني بهيئة مرعبة نائما متجمدا كالتمثال شاحب الوجه واذناي سوداء قاتنة من غير حركة وعيناي مبيضة ونفسي واقف عن الصعود والنزول اي انني مت .. وغادرت عالم الاحياء كنت اسمع صوت زوجتي وهي تصرخ زوجي ماذا دهاك لماذا لاتتحرك مالذي جرى لعينيك ؟؟؟؟؟ يالكارثة انه بلا نبض وبلا نفس كنت اصرخ في داخلي لااااااااااااااااااااا انا حي يا عزيزتي خرجت الزوجة تصرخ وتنوح في الشارع اااااااااااااااااااه زوجي مات مات وكانت صرخات بكائه تفتق بقلبي وتزيد من الطين بلة .. واخذت مصابيح بيوت الجيران تنير الواحدة تلوى الاخرى للاستيقاظ على صوت نواح وبكاء زوجتي اخذت الناس تتدافع نحو زوجتي ليتفهموا الموضوع منها ... وهي كانت تصرخ وسط الحشد البشري... لقد مااات عزيز قلبي .. وتسارع الاهالي بالدخول الى الغرفة التي كنت مرميا بها .. كان الجميع ينظر الى جثتي وهم يقولون لاحول الله ولاقوة الا بالله لقد ازرق جسده بسرعة ... واخذ احد الجيران وهو الدكتور رأفت بتفقد نبضي من جهة الرقبة لينطق تلك الكلمة المخيفة للاسف لقد فارق الحياة وروحي كانت تصرخ بداخل جسدي انتظروووووووووا انا لست ميتا انا حي حي......... يتبع انتظروني في الحلقة الاخيرة ...

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More