بحث

الثلاثاء، 14 أكتوبر 2014

مأساة وجريمة(الحلقة الثانية)


بقلم :ريم قدري

انهال مراد بالضرب على انين عندما وجدها بالقرب من جثة لمار ظنا منه انها القاتلة
مراد : لماذا قتلتي طفلي؟ هل نسيتي انني انتشلتك من اعماق الظلم وجلبتك الى منزل لن تريه حتى في احلامك واغدقت عليكي
هل هذا رد الجميل ؟
ونسى انها من ساعدته للوصول الى القمة وصبرت معه على اشقى الايام .....ولكن هذه حال الدنيا.....
حينها اسرع مراد وامسك بالهاتف وهو يلهث من شدة الارهاق واتصل على الشرطة وهو يصيح اقبضوا عليها المجرمة القاتلة السفاحة قتلت زوجتي وولدي
وبعد دقائق وصلت الشرطة الى المنزل وكبل الضابط يدا انين ولاحظ عليها امرا اثار دهشته الابتسامة التي تعتري وجهها والضعف المتمكن من جسدها فاثار ذلك المشهد تساؤلات في نفس الضابط
هل تسطيع هذه المرأة ان تقتل ؟لا اظن انها تقوى على حمل كوب من الماء
لكن ماكان بوسعه الى ان ينقلها الى قسم الشرطة
وطلب الضابط من مراد ان يذهب معهم لاستكمال التحقيقات والادلاء بشاهدته
................................................(قسم الشرطة)......................................................................................................................................
وضع الضابط انين في السجن لسؤالها لاحقا وبدا بتسجيل المحضر
وادلى مراد بشهادته ضد انين واتهمها بقتل زوجته وطفله بسبب الغيرة والاجواء التي كانت تعيش فيها التي جعلت قلبها اسودا مربادا وطلب ايقاع اقصى عقوبة بها
......واستغرب الضابط من كلامه واندهش عندما اخبره مراد بانها ايضا وزجته........
واثار ذلك الشكوك في نفس الضابط وبدات اصابع الاتهام تدور حول مراد وانه يسعى لالصاق التهمة بانين
وبالفعل بدا الضابط تولي مهمة التحقيق في القضية بنفسه ليشبع فضوله ورغبته العارمة لمعرفة اجابات التساؤلات التي وقعت في نفسه
وبدا بالمتهمة اولا
الظابط:اجيببي عن جميع الاسئلة بكل صراحه فقد يكون ذلك سببا في تخفيف مدة العقوبة
هل كنتي تكرهين القتيلة او بينكما عداء من اي نوع؟
انين:صامتة
الضابط:هل كان زوجك يفضلها عنك بالايثار والمعاملة؟
انين :صامتة
الضابط:اذا مالذي دفعك لقتلها:
انين:صامتة
الضابط:ماالذي دفع مراد لاتهامك؟
انين:صامتة
الضابط:حسنا هل قتلتيها
انين:تومي براسها نعم
................
انهدش الضابط من اجابتها وبدا يشعر بالحيرة تجاه مايدور في نفسه وتجاه اعتراف المتهمة نفسها
واغلقت القضية في هذا اليوم على ذلك النحو للاستكمال في اليوم التالي واصطحب الضابط انين الى الحجز
وذهب الى بيته
حائرا وكان يسال نفسه هل يعقل ان تكون هذه المرأة بالفعل قاتلة ومالذي دفعها للاعتراف
ثم سكت برهة وهز راسة قائلا لا يجب ان احكم العاطفة في هذا الامر فقد اعترفت بالقتل وانتهى الامر وساحصل على ترقية سريعه وبدون اي تعب او جهد
وخلد الى النوم ...ومع مرور الوقت ظل يتقلب في فراشه قلقا حائرا ابت نفسه تصديق الامر
ولم يستطع النوم ابدا
وقام في هذا الوقت المتاخر وارتدى ملابسه واسرع بالذهاب الى قسم الشرطة
وطلب الدخول الى سجن المتهمة وفتح الباب وجلس امامها على ركبتيه وبدا يسالها
الضابط:لماذا اشعر بالحيرة في امرك لماذا لا استطيع النوم ارجوكي اخبريني هل انتي القاتلة؟ اتعلمين ان ظلللتي صامتة فستكون عاقبتك الاعدام شنقا
واندهش من الابتسامة التي اتسعت على وجهها عندما سمعت بانها ستعدم
فقام بهزها قائلا اخبريني لماذا انتي صامتة اخبريني
تساقطت قطرات من الدموع الامعة على الارض
الى اين ساذهب ان خرجت من هنا؟ليس لي مكان ولا ماوى من الافضل ان اموت
الضابط :فقط هل هذه مشكلتك لاتقلقي لدي الحل انا اقطن مع عمتي امرأة عجوز وتحتاج شخصا مثلك يهتم بها ويرعاها ,ارجوكي اريحيني واخبريني هل انتي القاتلة؟وما الذي دعا زوجك لاتهامك؟
انين:نعم انا القاتلة ارجوكم اقتلوني واريحوني من هذه الحياة الطويلة المملة
.....وفي ذلك اليوم لم يجد الضابط جدوى من الحديث معها.....
وكرر الدخول عليها يوميا حتى انه اوقف سير التحقيقات لحين ان سيمع منها.....
وبعد مرور ايام ...اخبرته بانها لم تقتلها ولم تقتل حتى حشرة في حياتها ..وانها لاتعلم ماالذي حدث فقد كانت جليسة الفراش وفي ذلك اليوم شاء القدر لها ان تخرج من غرفتها لانها شعرت بالعطش
.....فاطمئنت نفس الضابط وبدا العمل على هذا النحو ولم يشك قط في اقولها.....
ولكنه رسم دائرة الاتهام التي كانت تدور حول مراد.......
وذهب متنكرا في ثياب رجل عادي وبدا يحوم حول منزل الضحية...واتجه الى بواب المنزل وجلسا معا يتبادلا اطراف الحديث بينما اخفا الضابط هويته الحقيقة وقال للبواب بانه يبحث عن عمل في هذا الحي الراقي
وتسلس الحوار حتى سال الضابط البواب ان كان يعلم باحداث جريمة بشعة وقعت بالقرب من هذا الحي
البواب:وهو يدنو من اذن الضابط لا اخفي عليك يا اخي فقد وقعت الجريمة في هذا المنزل
الضابط:اضهر علامات الدهشة والاستغراب...
وساله هل كان يتردد احد على هذا المنزل باستمرار
البواب:لا احد غير بعض اقارب القتيلة وخاصة ابن عمها....
الضابط:ماهي الاوقات التي كانوا يحضرون فيها
البواب: ماكل هذه الاسئلة يارجل هل تتقمس دور الشرطي هاهاهها خذ تناول الشاي
الضابط:هاهاهها نعم احاول تقليد بعد الضابط الحمقى
البواب :حسنا ساساعدك في المسرحية فعندما كنت طالبا كنت بارعا في التمثيل واكنن....قاطعة الضابط قائلا
لاباس فلتسرع
البواب:كان ابن عمها هذا ياتي في الليل عندما يكون الدكتور مراد في عمله وكنت اعجب عن هذا ولكنه كان كريما
الضابط كيف؟
البواب :كان يعطيني كل ليلة الكثير من النقود
الضابط: اكمل ومن بعد ياتي الى هنا
البواب :بائعة الخضار تنزل الطلبات في جميع المنازل ولكنها كانت تاتي الى هنا باستمرار على غير العاده
الضابط:ها اكمل
البواب:اجل تذكرت قبل الحادث بيومين قدمت الى المنزل امراءة غريبة بدا على وجهها علامات الغضب واستمر مكوثها في المنزل لساعات وبعد ذلك قدم ابن عم القتيلة ودخل الى المنزل والغريب بعد دقائق خرجت تلك المرأة
على اطراف اصابعها...
الضابط:ومتى خرج ابن عم القتيلة
البواب:بعد دقيقتين من خروج المرأة
الضابط:من اخبرك ان ذلك الرجل هو ابن عمها
البواب:هو اخبرني بذلك في اول يوم قدم فيه الى هنا
الضابط:وهل يعرفه الدكتور مراد
البواب:نعم سيدي فقد راءه ذات مرة وهو يخرج من المنزل ورحب به بعد ذلك سمحت له بالقدوم والدخول متى شاء دون ان اساله
........وذهب الضابط وقد عرف من اين يبدا التحقيق
واستدعى بائعة الخضار وسالها عن سبب غيابها داخل المنزل على غير عادتها مع باقي السكان في الحي
فاجابته:لانها كانت تشفق على السيدة انين فتساعدها في تنظيف المنزل وطهي الطعام
.....ثم استدعى بواب المنزل وطلب من ضابط اخرا لقيام بمهمة التحقيق ...وادلى البواب بشاهدته التي كانت تطابق ماذكره للضابط الاول ليلة امس
وطلب منه ان يصف ابن عم القتيلىة والمراة الغريبة التي قدمت قبل الحادث بيومين وقام رسام محترف برسم ماوصفه البواب
ثم استدعى الضابط ..مراد زوج التقيلة وعرض عليه صورة الرجل
الضابط:هل تعرف هذا الشخص
مراد:نعم انه ابن عم لمار
الضابط:هل كنت تعلم انه يزورها باستمرار ليلا
مراد:لا لم يحدث ذلك فقد رايته مرتين فقط وطلبت من لمار ان لا تسمح له بالمجيء وقت وعدم وجودي
الضابط:لقد شاهده البواب يخرج ويدخل كل يوم في الليل
مراد:مستحيل....لابد انه يكذب
الضابط:لمصلحة من؟
مراد:لا اعلم
عرض الضابط على مراد صورة المرأة
الضابط هل تعرف صاحبة هذه الصورة
مراد:لا لم ارها من قبل
............ثم استدعى الضابط انين وعض عليها الصور واجباته بانها لا تعرفهم ولم ترى منهم احد بحكم مكوثها في غرفتها في الدور العلوي ولا تدري مايحدث بالاسفل
هنا لاحظ الضابط تعارض بين كلام انين وكلا بائعة الخضار
في حين قالت بائعة الخضار انها تساعد انين في اعداد الطعام وتنظيف المنزل
وحين قول انين انها لاتنزل من غرفتها ولا تدري مايحدث بالاسفل
فاستدعى الضابط بائعة الخضار مرة اخرى وعرض عليها الصور فاجابته وبسرعه انها تعرف ذلك الرجل انه ابن عم انين
فاستغرب الضابط ابن عم من؟
قالت انين.....قال من القتيلة....قالت نعم سيدي
فعرف الضابط الامر واستدعى انين وامر بائعه الخضار بالنظر الى انين وقال لها من هذه
قالت:لا ادري لم ارها قبل اليوم
قال ومن اين لكي بهذه المعلومات القيمة.......
قالت قد اخبرتني السيدة انين باسمها عندما دخلت عليها ذات يوم وفوجئت بها بين احضان ذلك الرجل صاحب الصورة
الضابط اخبريني مارايتي بالتفصيل
بائعة الخضار:ذهبت في ليل ذلك اليوم على غير عادتي لاخبر السيدة انين بانني ساسافر الى بلدتي وقد اتغيب يومين بسبب مرض ابي ولاطلب منها ان تعيرني نقودا لاتمكن من شراء علاج له
وطرقت الباب لكن لم يجب احد غير انني سمعت اهااات غريبة فدفعني فضولي الى ان ادفع الباب بقوة وادخل ففوجئت بالسيدة بين احضان ذلك الرجل
فارتبكت وقال لي لا تخبري زوجي بان انين زوجته فعلت ذلك واعطتني مالا كثيرا لم تسطع يدي حمله
وخرجت بسرعه سعيدة وانا اركض وسمعتها تقول ......طارق اغلق الباب ايها الاحمق لما تركته مفتوحا
فعرض عليها الضابط صورة المرأة التي وصفها البواب
الضابط :هل تعرفين صاحبة الصورة
بائعه الخضار :لا سيدي لا اعرفها
.......وبدا الضابط بترتيب ماجمعه من المعلومات وراى ان البواب شاهد ثلاثة يترددون على المنزل طارق ابن عم القتيلة...وامرأة غريبة ...وبائعة الخضار
بينما ظنت بائعة الخضار ان اسم القتيلة انين بينما لم تعرف  انين الحقيقة او ربما لاتدري بان الدكتور مراد كان متزوجا من اثنين
وايضا قد اخفت لمار اسمها الحقيقي عندما شاهدتها بائعة الخضار بين احضان ابن عمها والصقت التهمة بانين في حين اخبرت البائعة مراد بذلك
ومراد يعرف ابن عمها وقد طلب من لمار الا تسمح له بالمجيء ولكنه كان ياتي في كل ليلة...
لم يتبقى له سوى ان يبحث عن طارق ويستدعيه ليسمع ماعنده....
لكنه قبل البدا باستدعائه ارد اولا ان يجمع معلومات عنه....واستمر يبحث عنه وعن معلومات تخصه ممسكا صورته...وبعد عدة ايام من البحث الشاق توصل الى معلومات ليست بالكثيرة عنه
ورتبها كاالاتي:
اسمه طارق ....ويعمل في احد المطاعم....متزوج...ولديه طفل صغير....والمفاجاءة انه عندما عرض صورته وصورة المرأة الغريبة في مكان عمله عرفه صاحب المطعم واخبره بان هذه المرأة هيا زوجته
ومن الاحوال المدنية توصل انه لاتوجد علاقة اسرية تربط القتيلة بطارق من قريب او من بعيد
حينها ....امر الضابط بالقاء القبض على طارق وعثرت عليه الشرطه وهو يحاول الهروب خارج المدينة
.........الى الان لم يتبين بعد ولم تظهر الدلائل ان طارق هو القاتل لكن اصابع الاتهام اتجهت بشكل كبير اليه ..................
الى اين ستير الاحداث وهل سينقلب الحال ويتبين براءة طارق من التهمة.......يتبع


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More