بحث

الثلاثاء، 14 أكتوبر 2014

مأساة وجريمة (الحلقة الاولى)

بقلم :ريم قدري

قصة اليوم

في عالم يخلو تماما من الرحمة كبلته قيود القسوة حتى جرحته ونزفت الدماء واشتكى الالم ...عالم اشراره غامضون وابطاله صامدون

..انين :فتاة شابة كساها الجمال من راسها حتى اخمص قدميها عيناها البنية عينا حورية انفها دقيق يزين وجهها كالنسر الشامخ وشفتاها

ورديتين تكشف عن صفين من الؤلؤ شعرها الاسود ينسدل على كتفيها كالشلال عجزت يد اي فنان ان يرسم مثلها البراءة في نظرتها

جمال شعرها الاسود الطويل يكشف عن بياض بشرتها الشاهق قامتها كالغزال في مشيتها والمها في صدتها لكن شاء قدرها ان تعيش في كنف اسرة

يتشرب الشيطان من مكرهم وخبثهم وسود قلوبهم ...

اذ بهم يعذبون الفتاة الرقيقة ويسقونها الالم في زجاجة هذه كانت رضعة امها،يجبرونها على ترك دراستها والعمل في المنازل

وعندما تعود لهم بالمال ياخذونه رغما عنها وييتركونها تنام على الارض في غرفة مظلمه بنت العناكب فيها قصورا وتغمدها الظلام من كل جانب

وكستها اغبرة سوداء والبرد فيها غطاء والهواء يعصف من كل جانب كانت تنام مثل الطفل في بطن امه تلملم جسدها الناعم في بعضة وتتكوم على الارض

كل ليلة من غير عشاء،لا ولا حتى غداء فطعامها المر وشرابها دموع الالم ولكنها كانت تتحلى بابتسامتها المشرقة وتنير الامل في دربها القصير المدى

وايامها السوداء تشبه بعضها وفي كل يوم يضعف وزنها حتى اصبحت الريشة اثقل منها وزنا ....

وتزايد الشر في قلوب عائلتها اذبهم يقطعون اوراق تلك الزهرة يوما بعد يوما يذيقونها اغمق الوان العذاب يضربونها امام الناس

يحاول والدها الاقتراب من جسدها ولمس اعضائها وزرع مخالبه فييها حتى بكت الصخور ولانت من قسوة قلبه

وامام ذلك المنزل الاشبه بالمعتقل الدامي ...يعيش مراد...طالب جامعي دخلت في قلبه اشعة الرأفة اذ بقلبه ينبض لتلك الفتاة ويشعر بانينها

نعم لقد كان لها نصيب من اسمها انين الحزن.،كان مراد يساعد انين في عملها فقد كان يدرس في الصباح ويعمل لاجلها في المساء ويعطيها مايكسبه من عمله

كي تسكت به نهم الافواه الجائعة ،

وعندما سطعت الشمس في يوم كان ليلة شديد السواد على انين قرر مراد ان يتقدم لخطبتها او بالاحرى لتخليصها من ذلك العذاب

ولكن طمع عائلتها لم يقف عند ذلك الحد بل ارادوا ابنتهم سلعة في مزاد لمن يدفع اكثر،

ولكن ماذا يفعل مراد وهو مازال طالبا ليس عنده مايكفي من المال؟

لكنه كان يواصل الليل بالنهار والنهار بالليل..حتى تعالت اصوات الفرح في منزله لقد حصل مراد على شهادته فقد حرر في ذلك اليوم تخرجه من كليه الطب

وكانت انين اشد فرحا من الام التي عثرت على طفلها الضائع الذي استمر غيابه لاعوام...

وفي هذه الاثناء لم يستطع مراد النوم حتى يخبر انين بما عزم عليه وقام بالتسلل الى منزلها واليل يلفح سوده في الارجاء

حتى وصل الى شرفتها العاليه وقفز الى غرفتها التي تشبه المقبرة وضمها الى صدره ،عيناه تلمع في عينيها واخبرها بانه سيسافر الى بلد ليعمل فيها كادحا

وقد يطول غيابه الى عام وربما اعوام واقترب من اذنيها هامسا ان تحافظ على نفسها ولا تدع ريشة الامل من يديها وان ترسم بها غدا افضل

وافترقا في ذلك اليوم على امل اللقاء غدا....

انين:كل يوم يمر عليها ليس بافضل من زي قبل فقد شق العذاب طريق جسدها عرف الحذاء ملامح وجهها قطع المقص شعرها

وذاقت اشد الوان الجحيم المحتوم من عائلتها

وبعد عامين ...امتلات اصوات الافراح في الشوارع مهليلين بعودة مراد من الخارج

وهو يركب احدى السيارات الفاخرة

عندها امالت انين ظهرها الى الحائط وفكرت هل سيتذكر وعده لها؟

ومالبثت ان تدير ظهرها حتى شعرت بحرارة انفاس دافئة تلفح وجهها وهمست شفتاها مــــــــراد

ودفع مراد كل مايملك من مال وثروة الى عائلتها وانتشلها من ذلك الظلام الحالك وطار بها بعيدا خائفا ان يكون ذلك حلم ويستيقظا منه

لكنه كان حقيقة اصبح مراد لايملك بيتا ولا مالا وكذلك انين ...لكنهم وجدوا ماوى لهم بقرب احدى الارصفه في الشارع

كان مراد يعمل كادحا كل يوم ...طبيبا في الصباح ..وفي المساء في احد المطاعم...وكانت انين تعمل في احد المنازل من دون ان يعلم مراد بذلك

فكل يوم ينظر مراد الي قماشته التي جمع فيها نقوده اذ بالمال يزداد

ويسال في حيرة من اين لنا هذا المال؟

وترد انين بصوت خافق احتضنه الارهاق من يوم شاق انه مالك من جهدك وتعبك وقد اضيف اليه بركة الله

ومرت الايام والشهور واصبح لديهم غرفة يعشون بها

ثم مر عام واصبح لديهم منزل

ثم عامين وثلاث واربع.....حتى اصبحا من الاثرياء لديهما بيت كبير جدا تحفه حديقة غناء...

وغدا يعمل في احد اكبر المستشفيات في المدينة...فقد عادت اليهم البسمه التي لم تكد ان تفارقهم منذ ان كانا معا من الرصيف الى السرير

ورغم مرور  هذه الاعوام كانا ينتظرا مولودا لم يات بعد ...ذلك الحلم الذي كان ينتظر ان يتحقق ويتوج قصة صبرهم

لكن لم يات ذلك المولود واذداد عذاب انين...وقلق مراد

وفي هذه الاجواء التي ساد فيها الصمت ...

كان يذهب مراد حزينا الى عمله كل يوم يتسال متى سياتي له الطفل الذي طالما تمناه وحلم به؟

وحينما كان غارقا في احلامه الوردية

طرقت الباب ودخلت...لمار...الممرضة الجديدة

ذات الساق الملساء والشفاه الناعمة..جسد من نار...ولباس قصير ..وقميص مفتوح وقبعة الممرضة على راسها

تتمايل في المشية وتجلس اعلى مكتب الدكتور مراد

واذ بعلامات الدهشة ترتسم على وجهه

يحدث نفسه قائلا ماهذا هل اخطئت في العنوان؟

هل ذهبت الى المشفى اليوم؟

اظن انني في احد المراقص...لابد انني احلم ...

واقطعت احلامه وتساؤلاته بلمسه من يد ناعمه مرت على وجنتيه...هامسة

انا لمار الممرضة الجديدة وانا في خدمتك سيدي متى احتجتني ستجدني تحت امرك...

لم يستيقظ الى عندما اغلقت الباب بقوة من ورائها

بصراحة لم ياباه لها كثيرا ولم يلقي لها بالا.....لكن هل سيبقى الحال على مدرا الايام...الجواب

مع تكرار اللمسات والهمسات قد يقع قلب رجل شغوف بانتظار مولود لم يات في اسر حسناء ،

وبعد شهر من اجتهاد لمار في علمها الذي لم يكن عملا عاديا البتة...

دخل مراد على زوجته انين ...واخذ يقلب جسدها يمنة ويسره ....قائلا:

زوجتي العزيزة بل ابنتي الصغيرة الاتحلمين ان تلمسي طفلا صغيرا وتحمليه بين يديكي الناعمتين وتضعيه على صدرك الدافىء

ردت انين بصوت حزين...بلا ياابي...انت طفلي الكبير

مراد:تحدثي بواقعية يازوجتي  ساعرض عليكي امرا ان شعرتي برفض فلا تخجلي واخبريني

....بينما انين تغمض اعينها وتفتح اذنيها ....القى مراد الصاعقة عليها

ساتزوج...ليس حبا وشغفا فانتي قرة عيني ولكني اريد طفلا

فتحت انين عينيها ببطيء وادارت وجهها الاشبه بقرص الشمس

تزوج.....مادمت ستظل سعيدا.

.....................وتزوج مراد من لمار...........واتى بها الى منزله........واحسنت انين استقبال العروس.....وقد كان قلبها راضيا مطمئنا

ولكن كعادة القلوب الطامعة والانفس المريضة لاترضى الا بالاكثر....

ظلت محاولات المراءة الشيطانة ...لمار.....للايقاع بيين مراد وانين

في البداية لم يابه مراد لها

ولكن كالعادة لن يظل الحال كما هو عليه...

فعندما امتلئت بطنها وكبرت وبداخلها طفله الذي يحلم به

اصبحت لمار سماه وراضه ...

واقترفت يداه ذنبا لن يمحيه له التاريخ...واخذ يعذ ب انين ويضربها

من تكرار شكوى لمار عنها بالافتراء والباطل

لمار.:..تريد ان تقتل ابنك ...تسرق مالك....تخرج من غير اذنك..............

ولكن انين لم تترك ريشة الامل التي اخذتها من مراد قبل ان يسافر حينما كانت في بيت عائلتها....

وظلت تعيش سعيدة في نسج قصة افتعلها خيالها... وظلت البسمة رمزا على شفتيها

يغير صدر حقود في منزلها(لمار)

حتى اصيبت انين في احد الايام بمرض خطير جدا ابقاها طريحه الفراش وحيده لايسال عنها حتى من جاور غرفتها

ولازمت فراشها اياما واسابيع ...وشاءت الاقدار

ان تلتهب احبالها من شدة العطش

وان تخرج من غرفتها تحبي الى المطبخ..لتشرب رشفة ماء تروي ظماها

وبينما هي تحبي على قدميها ويديها ابتلت يداها بشيء بسائل بارد

اقتربت اكثر فاكثر وهي تنظر للون ذلك السائل الاحمر....

وامام عينيها ....سكينا تفتك ببطن....لمار ...متردية على ظهرها والاحمر لون كسى المكان باكمله

فاسرعت تحبو اليها وامسكتها وضمتها الى صدرها واخرجت السكين من جوفها ...وصوتها متحجر في حلقها

واذ بيد تمسك بكتفها من الخلف وبينما هيا تلتفت اذا نزلت صفعة مثل القذيفة

ونظقت احبالها الصوتية تتمتم بكلمه

ممممراااد



يتبع.....


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More