بحث

السبت، 18 أكتوبر 2014

خلف اسوار الموت ( الحلقة الاخيرة) ( عقاب السماء )

بقلم : طه مؤيد 
 
هذه الحلقة ما هي الا توقعاتي عن العقاب لكل من يغضب امه التي جعل الله تحت ارجلها انهار جناته .. فلا تظنون بي ظن السوء .. ترددت جملة لا اله الا الله على افواه كل من كان ينظر الي وقام احدهم بوضع الملأة البيضاء على جسدي من اخمص قدمي وحتى شعر رأسي فاختفيت عنهم خللف تلك الملأة كانت روحي تنازع وتترجى الجميع ان يسمعوني فانا لست ميتا .... اخذت اصرخ بين نواح النساء و الفزع يملأني ... زوجتي كانت تبكي فوق صدري والنساء من حولها يصرخن صراخ الغراب وكأنني فعلا متت الا ان روحي كانت تصرخ زوجتي لاتتركيني ... اخذت اصرخ حتى الصباح عندما وقفت تحت باب البيت سيارة لنقلي الى مغسلة الاموات .... ووصلنا بعدها الى المغاسل وكان هناك رجل بشكل قبيح وجسم بديه ومتعافي يمسك بجسدي ويغتسله قطعة قطعة وانا اراه عن كثب ومن بعد فروحي تراقب جسدي ... اتجهت روحي نحو هذا الرجل ... واخذت اصرخ بجانبه اترك جسدي انا حي... الا ان المغسل , لم يستجيب لندائي وصرخاتي الوهمية .... ثم بدء بلفي بكفن ابيض واخراجي من المغسلة ونقلي الى السيارة لاجد ان 4 رجال يحملونني ويضعوني في تابوت , يالمصيبة قريبا سادفن تحت الارض ... انا الان داخل التابوت .. اريد الخروج مالحل لا اقدر فروحي رافضة التلبس بجسدي ... فجأة صرخت اين اناااااااااااااااااااااااااااااا انا لست في كوكب الارض انا الان امام بوابة عظيمة .. ويقف امامها رجل يرتدي عباءة سوداء كان ينظر الى الارض , اخذت افكر مليا اين انا؟؟ ومالذي جاء بي الى هنا؟؟ ترى هل هذه الجنة ام النار؟؟ ام هو مكان مؤقتا لتحاسبني الملائكة؟؟؟ وماهذه البوابة ... رمقت عن بعد عيناي المغمرة بالدمع ذاك الطيف المرتدي عباءة ويقف بجوار الباب كأنه تمثا بلا حراك وبلا كلام تقدمت نحوه وكلي املا ان اجد اجوبة , لأسئلتي الكثيرة.. تقدمت بضع خطوات حتى وصلت منه على مقربة 10 امتار تكلمت بصوت مرتفع وكله استغراب وخوف: ياسيد يامحترم هل لك انت تخبرني اين انا ؟؟؟ فقط من قليل كنت داخل التابوت لادفن ولثواني وجدت نفسي في هذا المكان البارح الفراغ بهذه البوابة العظيمة هل لك ان تتكرم وتخبرني ؟؟ وبعد طول انتظار الرد من ذاك الطيف نطق بصوت غريب لايمكن وصفه .... انت الان ستحاسب على ما اقترفته بحق امك ... نطقت وكلي استرجاء واغاثة: أقسم بربي لم انوي أذيتها فقط كانت العوزة الى النقود هي من دعتني الى اقتراف هذا الذنب بحق امي, انني نادما على مافعلت والله شاهد على ما تكبده صدري وصميم قلبي من ذنب كان كل دقيقة يفتك بجسدي وانا ارى امي تموت محتسرة وغاضبة مني, ارجوك ياسيد هل لك ان تساعدني.. نطق الطيف قائلا: اعذرني لست مكلفا لمساعدتك , ساعد نفسك بنفسك. صرخت بلهفة امتزجت بنبرة من التفؤل عن وجود خيطا يوصلني الى مساعدة نفسي للخروج من هذا العالم المبهم .. قلت له : وكيف لي ان اساعد نفسي. اجاب الطيف: ادخل هذه الباب وسترى هناك رجلا معلقا من عينه بسلاسل من صلصال الجحيم معلقا بامرا من الله عقابا له لأنه كان كثيرا مايضرب وزيذل ويطرد امه التي حملته وهنا على وهنا وهو في بطنها جنين .. هذا الرجل كما اخبرتك معلقا من عينه وامه تجلس بجواره وهي الوحيدة التي تملك مفتاح هذه السلسلة ولو قدرت على اقناعها بفتح السلسلة سينتهي عذابك , كنت متحمسا جدا لالقاء نظرة عما هو وراء الباب وقبل ان اتجه نحو الباب اخبرني ذاك الطيف ان الوقت ضيق جدا امامي لفك ذاك الرجل فعلي بالاسراع لحل اللغز والا ؟؟؟؟ .. اندفعت كالاهوج ناحية الباب العظيمة اخذت ادفعها شيء فشيء كانت الباب تفتح مصدرة صوت صرير هائل تقشعر له الابدان .. فتحت الباب لمسافة تكفي لمرور روحي .. وتخطيت الباب لاجد انني اقف في هاوية لانهاية لها من الظلمة الحالكة وسماعي لاصوات صراخ رجل تصدر من بعييييييييييييد .. قلت: لابد انه الرجل اخذت اجري وسط الظلمة بدياجيرها الموحشة وبالرائحة الغريبة التي كانت تصدر من كل مكان .. كنت غير ابه الى ان اصطدم بأي مجسم او حجر امامي المهم ان اتوصل الى ذاك الرجل وافك اسره لينتهي عقابي, وبالفعل كان جريي على صواب فقد بدأت عيناي تلمحان بضوء متخافت من بعيد اخذت اجري صوابه .. حتى وصلت ... لتكون المفاجأة ان الرجل المعلق هو انا انها جثتي .. معلقة مابين السماء والارض بسلسال من حميم النار معلق من عيناي وجثتي تنز دما وتصدر اصوات الاستغاثة منها وروحي تقف وتراقب جسدي وكانت الامرآة التي تجلس هي امي وبيدها المفتاح صرخت روحي صرخة استغاثة امي ارجوكي اعتقيني من هذا العذاب , انني اذنبت بحقك , اقسم انني سأصلح من خطأي لو عدت الى الحياة ودبت روحي في جسدي سترين انسان اخر.. رفعت امي وجهها المختبئ خلف عبائتها السوداء والضوء يشع من عينيها وهي تقول: حسبي الله ونعم الوكيل فيك .. انسيت مافعلته بي في اواخر ايامي لقد اذللتني وسرقت اموالي وطردتني وفضلت زوجتك علي يا خسيس يا خائن العشرة وقليل التربية.... والله لو اعلم انك ستعمل بي ماعملته في كبري وشيخوختي لاسترجيت ربي انك لم تولد في بطني نطفة ثم علقة وجنين الى شاب ورجل له سمعته ... وقعت روحي على الارض مسترجية امي ان تعطيني المفتاح لانتزع العذاب عن جسدي وكانت امي غير ابهة لكلامي ... والوقت يمر , صرخت روحي بغضب حسنا ماذا ىكنتي تريديني ان افعل لقد كنا انا وزوجتي بأمس لاحاجة الى مال كافي يكفي لمعيشتنا حياة كريمة وانتي من ابخلتي بمالكي عني ورفضتي اعالتي في ازمتي التي مررت بها ... ماذا عساني ان افعل أضطررت الى سرقة حجة الببيت منك وتحويلها بأسمي لاتمكن من بيع البيت الفخم لاشتري بيت صغير والباقي يكون لي رأس مال لبناء مشروع , انتي من كنت انانية يا أمي انتي من ابخلتي بمالكي علي ورفضتي مساعدتي لانك في بادئ الامر تكرهي زوجتي التي تزوجتها رغم رفضكي لها , اضطررت الى تحويل كل ممتلكاتكي الى اسمي وانا من اديرها بنفسي .. اقسم بربي هذا ماحدث ردت الام: انا لايهمني مالا ولا ذهبا ما يهمني هو انك ذليتني في اواخر عمري .. وفضلت زوجتك علي وطردتني من بيتك عندما خيرتك بيني وبين المال والزوجة ... صمتت لبضع ثواني ولم اجد مبررا لاجيب عن هذا السؤال الذي لم يكن له سوى جواب واحد وهو : ان الشيطان اغواني بالمال وبنعيم حب الزوجة واذلال الام وطردها وخسر رضاكي يا أمي, قلت في نفسي حسنا يبدوا ان الامل قد انقطع فأمي رافظة ان تعطيني المفتح مهما استرجيتها وطلبت منها السماح ولكن لابد من وجود محاولة لاقنعاعها وفجأة يلهمني الباري بعطفه الواسع وسع الكون ويمر اسد متوحش كبير بجوارنا كان يزئر بقوة من الجوع نظرت له وكان الخير امامي ... هو اما ان اترك الاسد يأكل جزءا من جسد امي او يأكل جزءا من جسدي واذا بالطيف الموجود امام الباب اجده يقف وسطنا وكل شيء من حولي توقف زئير الاسد وثرثة امي وعتابها وجسدي توقف عن الانين .. كانت روحي والطيف ذا العبائة هم الوحيدين من يتكلمان وقال لي: هذا هو الاختبار الان بمن ستضحي ابجسد امك ام بقطعة من جسدك ليلتهمها الاسد , فالوقت لم يتبقى لك سوى 10 دقائق لتصل رفة جثتك الى المقبرة ويردم عليها التراب .... هاااا قرر الان ... صرخت وبلا تردد بأذن الله الاسد يقطم قطعة من ظهري وليترك أمي... وذا بأمي تتحرك فورا وتفتح السلسلة الملفوفة حول جسدي والمغروزة في عيناي وليختفي الاسد بلمح البصر ولتتجه امي نحوي وتضمني الى قلبها وصدرها الحنون وتقول: كنت اعلم أنك ستتخلى بقطعة عن جسدك للأسد لتكفر عما اقترفته عود بأذن الله الى جسدك سالما غانما وقلبي راضا عنك ياولدي.. فقد افديتني بجسدك ... فجأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأة تدب الروح بجسدي وافتح التابوت واخرج بهيئأة مرعبة ... الحمد لله عادت لي الروح قبل 5 دقائق من الوصول الى المقبرة الحمد لله فقد عدت الى الحياة.. بعد كل هذه المأساة التي عشتها في عالم الموتى لبضع ساعات , وبعد 4 ايام من الزيارات المتواصلة من الاهالي والجيران والاصدقاء للأطمئنان على حالتي ولسمااع اغرب الاحاديث, التي صرحت بها عن تجربتي داخل التابوت, وما رأيته خلف اسوار الموت ان استردت عافيتي من هذا المرض المجهول الذي اصبت به ...... قمت بالاتي للتكفير عن ذنبي : اولا : سافرنا انا وزوجتي الى دولة السعودية الشقيقة لحجة بيت الله الحرام, وطلبت السماح من رب العرش العظيم بأعلى صوتي ممتزجة بدموعي واهاتي على مدى عظمته في مسامحة الخلق والرأفة بضعفهم الدنيوي ... ثانيا تبرعت بنصف ثروة امي لبناء مسجدا صغير لييصلي عباد الله فيه ويدعوا الى امي بالرحمة والمودة على روحها الطاهرة الطيبة .. ثالثا : التزمت وواضبطت على الصلاة والصيام وقراءة القران الكريم كل ليلة ........اشعر الان بأرتياح والحمد لله .. صحيح ان علتي بقيت لغزا محيرا تراودت في فكر اي طبيب قمت بزيارته وشرح له حالتي التي مررت بها وما سبب موتي وعودتي الى الحياة كنت ابحث عن تفسير علمي للاجابة عن هذا اللغز حتى اجابني احد الاطباء الاكفاء بأجابة كانت نوعا ما مقنعة بنيت على الاحتمالية اني مصاب بحالة نفسية نادرة, قلة من عامة البشر ان يصابو بها وهي حالة متلازمة ستاندال التي تنتج عنها تسارع ضربات القلب والدوار والهلوسة والغيبوبة المخيفة التي من الممكن ان تؤدي بصاحبها الى الموت حيا لان الاطباء يعجزون عن قياس نبضه . وحتى المقطع الفديو التسجيلي الذي صورته في تلك الليلة المشؤمة فاللاسف كان محتواه يدين بان الغرفة سليمة وكان يتهيء لي ما شهدته من اعجوبة لاتصدق 
 
 

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More