بحث

الجمعة، 17 أكتوبر 2014

اللوحة المخيفة قصة (ميتافيزيقية ...ماوراء الطبيعة )


بقلم الروائي: طه مؤيد خضر العراقي

 في عالمنا هذا , هناك أمورا في غاية الإبهام والغموض ولا يمكن للعقل البشري من استيعابها فتنتسب تلك الأمور إلى أسطورة او خرافات تداولها الناس لإخافة الأطفال ...إلا إنني واحدا من أولئك الذين عاشوا تجربة مريرة وغريبة من نوعها وقلة من الناس من تصدق كلامي .. دعوني أعرفكم بنفسي من أنا؟؟؟ انا سيف الدين,أقيم مع زوجتي في بيت مستقل ,صحيح أننا لم نرزق بطفل يملئ حياتنا بهجة وفرحا ...لان زوجتي عقيمة, ألا إننا رضينا بما قدره الله لنا أعمل كوصف في شركة اتصالات العاصمة ,قصتي بدأت في إحدى أيام الخريف ... وفي تمام الساعة السادسة والنص غادرت عالم الخلود المؤقت (النوم) برنة من الساعة المؤقتة فصلتني عن عالم الأحلام لتعود بية إلى عالم الواقع المرير بمفاجأته الكثيرة..غادرت سريري بهدوء تجنبا لإزعاج الزوجة , واغتسلت وجهي لأدرك ما أبصره جيدا فلا يزال النعاس يخيم على أجفاني ,ارتديت ملابسي الأنيقة, وتناولت إفطاري بسرعة واتجهت إلى عملي لأمارس حياتي اليومية .........وفي تمام الساعة الرابعة عصرا .. غادرت الشركة بعد عناء ومشقة أرهقت سائر بدني ... وبينما كنت في طريقي إلى منزلي ,كنت قد مررت برجل يجلس على الرصيف وإمامه انتيكات صغيرة ولوحة كبيرة أدهشت عيناي بجمال فنها ودقة تفاصيل نسج ملامح شخصيتها ,ومبروزة ببرواز ذهبي, كانت الصورة ومرسومة بفن وألوانها تشع من اللوحة وتجذب الناظر إليها , أخذت أتأمل بملامح الرجل المحبوس داخل اللوحة سألت صاحب اللوحة عن سعر اللوحة اخذ يخبرني عن تفاصيل رسمها ولمن تعود اللوحة لقد كانت اللوحة الى دوق فرنسي كبير ... سألته عن سعر اللوحة للمرة الثانية متجاهلا أي بيانات عنها , فابلغني بالسعر ,صحيح أنها كانت غالية الثمن ألا أنني مجنون باقتناء الانتيكات ..قولي عني انني مجنون او اي شيء المهم انني اشتريتها رغم معارضة زوجتي عن اقتنائي للوحة ثمينة وعادية الشكل الا انني صممت على اقنائها وعلقتها ببروازها في صالة بيتنا, وأخذت أترقبها بالساعات واشبع رغبتي بجمال ابداعها ... وانأ اتامل في الفن الراقي ... حل الليل بدياجيره السوداء وساعاته الكأيبة .. تناولت العشاء مع زوجتي واخذت بالحديث معها قليلا مع مشاهدة مسلسل الساعة التاسعة .. بعدها بقليل ,حل النوم علي ودخلت الى الغرفة لانام, لحقتني زوجتي بعدها بفترة قصيرة ,من طباعي في الحياة أنني أنهض اراديا في منتصف الليل لاشرب كوبا من الماء والا ... فلا نوم في تلك الليلة ..كأن احدا يوقظني لاشرب الماء ومن ثم ارجع الى النوم الهانئ, قمت من السرير وانا اشعر بتشاؤم من غير سبب او برهان كان هناك امرا يبعث القلق في بيتي ولا اعرف مصدره .. أتجهت الى المطبخ فتحت المصباح المعلق في السقف مفاجأة..... ماهذا الصورة معلقة في المطبخ, وماهذا الدم الملطخ به الدوق ,مالذي حدث للوحة الثمينة ؟؟؟؟تبا لزوجتي لابد انها من افسدت الصورة وارششت على الصورة صبغ احمر على اللوحة حتى تفسدها واتخلص منها ... الا انني قررت أسترجاعها الى الصالة , رجعت الى نوم قلقا وانا كلي استياء من احتمال ان تكون زوجتي هي من عملت هذا التصرف , وفي صباح يوم الجمعة استيقظت على صرخة زوجتي المرعبة عااااااااااااا الحقني ياسيف, انتفض جسدي من الفراش الدافئ واتجهت ناحية زوجتي التي كانت تصرخ من الحمام ... ماذا دهاكي يا عزيزتي ؟؟؟ الزوجة :هل أنت مجنون ؟؟؟ لتضع اللوحة المشؤمة في الحمام!!!دخلت الى الحمام وكلي انذهال واستغراب ..لم اشهده من قبل اللوحة بالفعل نقلت الى الحمام والدوق جالسا على كرسي وينظر نظرة مشؤمة الي. ماهذا انا اتذكر جيدا بأن الدوق كان واقفا , بجانب الكرسي المرسوم في الصورة وليس جالسا يبدوا ان هناك خطئا ما حدث !!!!حملت اللوحة برفق واعدتها الى الصالة . صحيح انني شعرت بالقلق ونوعا ا من ارتفاع نسبة الادرينالين في جسدي تجاه هذه اللوحة الا انني لم ابالي في بادئ الامر .. واخذت زوجتي بعد ان انهت حمامها وتناولنا الافطار لنتنزه في احدى المنتزهات القريبة التي اعتدت ان اصطحب زوجتي اليها كل يم جمعة .. كانت ساعات رائعة من الحديث والسمر وامتاع نظرنا بناظر الاطفال هم يلعبون ... رجعنا بحدود الساعة 12 ظهرا.. بينما كنا عائدين الى المنزل .. وجدنا حشدا من الناس امام باب منزلنا .. قلت لزوجتي باستغراب: ماهذا هناك حشدا من الناس ؟؟؟اتجهنا مسرعين وتدافعنا من وسط المتفرجين ودخلنا الى البيت لنجد ان هناك شخصا في الشقة ممدا على الارض ,كان مغماعليه ورأسه ملطخ بالدم, سالت احد الواقفين والنار تستشيط من بدني وعيناي ..من هذا ومالذي جرى له ؟؟ التفت الي امجيبا بنبرة من الرعب : انه لص خطير كان يحاول سرقتكم ولكنكم محظوظين فقد ضرب من قبل شخصا مجهول ومنعه من سرقة أي شيء !! وكما ترون ها هو ممد امماكم على الارض ... صرخت وبغضب هيا لننقله من هنا ولنسلمه الى الشرطة ..تعاون الجيران الطيبون معي بنقل اللص الى قسم الشرطة, وبعد ان تم تضميده بمستشفى حكومي وتحت اشراف رجال البوليس .. تمت التحقيقات معه وكانت النتائج كما يلي : يقول اللص :لقد دخلت الى شقة سيف الدين لاسرقها وكانت الشقة فارغة من اي مخلوق, وبينما كنت اجمع في حقيبتي , الاموال المترزمة في خزانة الملابس كانت هناك لوحة ثمينة رأيت محتواها برجل جالسا على كرسي من ذهب ومرسوم بأتقان.. كانت معلقة في نفس الغرفة التي اقف فيها واسرق الاموال منها ... فجأة ولوهلة ,سمعت بصوت غريب ..صوت وشوشة او همس غير مفهوم التفتت الى الخلف ما من شيء عدت الى خزانة الملابس لاستكمال نقل باقي الذهب الى حقيبتي شعرت مرة اخرى بنفس الهمس مع شعوري بان هناك احدهم يلامس بأصبعه الكبير البارد الملمس رقبتي ,التفتت لاضربه او ادفعه وافر بالهرب .. لاجده انه نفس الرجل الذي في الصورة ويحمل شيء حاد بيده ضربني بقوة .. سقطت ارضا ولم اشعر بنفسي الا وانا معكم يا سادة .. انصدم الجميع مما قاله اللص ؟؟؟هل يمكن ان يحدث مثل هذا الامر ؟؟؟ ام تلك اكذوبة ؟؟ وفي هذه اللحظة العابرة من القلق وارتفاع نسبة (الادرينالين( بدمائنا مما سمعناه, قاطعت هذه اللحظة المرعبة اتصال زوجتي ..وهي تقول بصوت مرتفع وخائف: الحق ياعزيزي الدوق الموجود في اللوحة .... صرخت بلا ارادة ماذا جرى له؟؟؟ قالت لقد خرج من بروازه وهو يقف الان امام باب الحمام ويمنعني من الخروج من الحمام حمدلله انني نسيت هاتفي في جيب بنطالي وانا محاصرة الان في الحمام انه ينظر الي بخلسة نظرات مقززة الحقني انه يدفع البااااااااااااااااب ...... يتبع اغلق سيف الدين الخط .. وطلب من الضابط الاستأذان بالخروج لانقاذ زوجته من ذاك الخطرالذي يحف بها وهي حبيسة داخل الحمام ,انطلق سيف ومعه الضابط المرافق له ..فقد تكون الزوجة مخطأة ولم يكن الدوق هو من ينظر اليها وانما اخر . استقل سيف برفقة الضابط سيارة الشرطة وانطلقوا باقصى وجه من السرعة ... وصلا الى المحلة وتوقفت السيارامام البيت بعد استغراق ربع ساعة لتجاوز عقبات الطريق ..نزلا الاثنان مندفعين بقوة هائلة دخلا البيت ليجدا ان الزوجة لازالت عالقة في الحمام تصرخ... طرق سيف الدين الباب بقوة ,وهو يصرخ بانفعال : افتحي ياعزيزتي ..لقد جأت برفقة الضابط لاتخافي ,طبعا الزوجة لم تكف عن النواح والصراخ نتيجة مما رأته من هلع وخوف تحت وطائة ذلك العفريت , فتحت الباب....... كانت منهمرة بالبكاء احتضنها سيف بعطف ... سيف: هل اصبتي بمكروه .. الزوجة : لا الحمد لله الا انه كان ينظر الي بخلسة بشعة من خلف هذا الثقب الصغير الموجود في باب الحمام حمد لله انني لم اخلع ملابسي ولم تكشف عورتي امامه... قال الضابط سيد سيف يجب ان نفتش عن هذا الرجل الغريب قد يكون مختبأ في اي غرفة من غرف البيت , وبالفعل طال البحث عن هذا الشخص ولكن راح تعبنا سدا, يالمصيبة اين اختفى . الضابط ياسيدة يامحترمة هل لكي ان تخبرينني بمن يكون هذا الشخص الم ترينه ردت الزوجة والخوف يغمر تفاصيل وجهها... كلا لم اراه لكنني رأيت عينه اللاهبة بالشر تنظر من خلف ثقثب الباب ,. وتاكدت من شخصيته حينما قال لي : تعالي الي لاتخافي, انا الدوق فقط سانظر اليكي لا تخشيني .. الضابط : الدوق؟؟؟ اتقصدين الدوق الجالس في الصورة !!! ردت الزوجة متلهفة : بلى هو... اللوحة التي يحتبس فيها ملعونة والعياذ بالله , رد الضابط بوثوق:نعم انها كذلك، سيف: مالذي تقوله ياسيدي؟؟؟ كيف تقول مثل هذا الكلام!! الضابط: كلا انه لامر واقعي, هذه الصورة ملبوسة بجن والعياذ بالله هذا الجن يسمى بالجن العاشق يعشق اجسام النساء وهي متعراة انه متخصص نساء ينظر خلسة الى النساء وهن في الحمامات من اين اشتريت هذه الصورة ياسيد محمود .. رد سيف : من البزار . ابتسم الضابط: نعم انا ايضا اشتريتها من نفس المكان وكنت فرحا بها وقد مررت بنفس التجربة المريرة التي مررتم بها الان, هذه الصورة مسكونة بروح الدوق الذي مات شنقا لانه تلصص بالنظر الى زوجة الملك وهي تغتسل فتم اعدامه وهذه الصورة كانت اخر له فبقيت روحه معلقة بتلك الهواية السخيفة متلصلصا من برواز صورته ليشبع رغبته المكبوتة التفقت محمود الى الصورة حسنا اذن, سيكون نصيبها الحتف والحرق وقام سيف بتحطيم الصورة من زجاجها واشعل النار لتأكلها جزء يلي الجزء واختفى الدوق بين خيوط النار تاركا خلفه موقف لا ينسى... النهاية 

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More